الغذاء و الشباب
إن انتقال الانسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، تترافق مع تغييرات عميقة في جسمه، تجعل العناية بغذائه ضرورة لا غنى عنها اذا اردنا للشاب أن ينشأ صحيحاً قوياً. فإن ازدياد الحجم و الطول معناه حاجة الجسم إلى مواد بناءه، وهذا النوع يبلغ أعلى درجاته في السنتين اللتين تسبقان البلوغ.
ومع أن الفتيات يختلفن عن الفتيان في السنة التي يكتمل فيها نموهن فإن المعروف أن فترة تكامل النمو لدى الفتيات تتراوح بين الثامنة والرابعة عشرة. ومتوسط هذه الفترة هو ما بين الحادية عشرة و الثالثة عشرة.
أما الفتيان فإن نموهم يتأخر عن الفتيات ما يقارب السنتين .
ويتباطأ النمو بعد تلك الفترة حتى يتوقف تماماً بعد خمس سنوات من البلوغ، وفي هذه الفترة تكون حاجة الشاب إلى التغذية أشد منها في أية فترة أخرى، وتزيد هذه الحاجة عن حاجة الفتاة لأن الفتى يبذل مجهوداً أكبر، وعلى طريقة تغذيتنا للشباب خلال تلك الفترة نكون قد حددنا إلى حد كبير حالة جسمه فيما بعد.
وهكذا نجد ان حاجة الجسم إلى الغذاء تبقى ملحّة حتى بعد البلوغ بسنوات عديدة، لأن العظام في هذه الفترة تبدأ بالتصلب، ومعادنها تأخذ بالازدياد وهذا كله يتطلب تغذية جيدة وخاصة بالمواد البروتئينية والكلسية والحديد، فإذا نقص أحد هذه المواد أدى إلى وجود ضعف في العظام. وربما أدى إلى ضعف في القدرة الجنسية.
إن دلائل نقص المواد الاساسية تبدو لنا في بطء نمو الجسم، وقلة حيويته وإن عدم حصول الجسم على حاجته من السعور الحرارية (الكالوري) يؤدي إلى سوء تمثل البروتئين والكالسيوم في الجسم، فهو حين لا يحصل على حاجته من المواد الكربوهيدراتية (السكاكر و النشويات) والدهن، فإنه يستهلك البروتئين الداخل اليه بدلاً من أن يخزنه ويستخدمه في البناء.
إن حاجة الشباب إلى مواد غذائية معينة وهو في سن البلوغ تختلف عن حاجته اليها فيما بعد، فهو مثلاً يحتاج إلى مقادير من البروتئين أكثر من حاجته اليها في سنين حياته المقبلة، وقد أثبتت التجارب والدراسات ان لا خطر على الشاب من تناول البروتئين بكثرة.
والمصدر الأكبر للبروتينات هو اللحوم ، وخلافا لما هو شائع، فتناول اللحوم لا يسبب لآكلها البدانه، بل هو يساعد الجسم على عمليه الاحتراقات، ويزوده بالفيتامينات والمعادن كما أن الكالسيوم والفيتامين (د) ضروريان لنمو جسم الشاب وهما موجودان في الحليب و البيض والزبدة.
إذاً فحاجة الشباب إلى التغذية الكاملة حاجة أساسية جداً، ولا يمكن التغاضي عنها اطلاقاً، إذا أردنا لأجيالنا الصاعدة ان تنمو قوية الأجسام، كما يجب ان نهتم بوجبة الصباح اهتماماً خاصاًن بحيث يستطيع الشاب أن يتزود بما يساعده على اطلاق طاقاته الذهنية والجسدية إلى أبعد حد ممكن، مستعيناً على ذلك بما تزود به من غذاء صباحي غني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق