الجمعة، 14 فبراير 2014

تغذية الرياضيين


تغذية الرياضيين

يعرف الرياضيون جميعاً شدة حاجة أجسامهم إلى تغذية فائقة، يواجهون بها المجهود الهائل الذي يتطلب منهم أن يؤدوه خلال مبارياتهم، وألعابهم وتمارينهم.

وتلخص حاجة الرياضي إلى الغذاء بضرورة أن يكون في حالة إرتخاء كامل بقدر الإمكان، من الناحيتين الجسمية والعقلية.

إن الجهد العضلي الذي يتطلب من الرياضين ان يبذلوه، يتطلب منهم تطبيق انظمة غذائية واسعة المدى، وتزداد هذه الأنظمة دقة وأهمية عندما يقترب موعد المباراة التي يعتزمون خوضها. 

فمن الضروري أن يعمد الرياضي إلى تناول الاغذية الغنية بالسكاكر و النشاء والآزوت، ويفضل ان يكون المنشأ الحيواني لهذه الاغذية غير مباشر، أي بتناول منتجات الحيوان لا الحيوان نفسه، كالحليب والبيض، كما يتوجب ان يحتوي الغذاء على الأملاح المعدنية والفيتامينات والاجسام الدسمة المهضومة كالزبدة والحليب و الزيوت النباتية والأثمار المجففة والزيتية على أن يقتصر تناول اللحوم على وجبة الظهيرة فقط، وبكمية معتدلة.

أما أساس التغذية فيجب ان يكون من المواد الغنية بمحتواها المعدني والفيتاميني وأساس شرابهم الحليب وعصير الفواكه والقهوة والشاي الخفيفان.

إن نظاماً من هذا النوع يجعل الجملة الهضمية بحالة راحة هي في أشد الحاجة إليها، وخاصة الكبد التي تختص بدور بالغ الأهمية في تمثيل الأغذية، إذ هي أداة الإدخار للعضلات، ويمكن القول إن الكبد السليمة بالنسبة للرياضي هي عنوان قوته و حيوته و صحته.

فالكبد السليمة تدخر النشاء الحيواني و (الغليكوجين) اللذين يوجدان كذلك في العضلات واللذين يحرر تحولهما الكيماوي الطاقة اللازمة للجسم حسب الطلب، فإذا ما ضعفت الكبد، ضعفت قدرتها على أداء هذه المهمة الحيوية، فهي حساسة تجاه الكحول والمواد الشحمية والدهنية ونظراً لاختصاصها بتأمين تنظيف السموم العضوية بالاشتراك مع الكليتين فإن هذا العمل يتطلب من الكبد مجهوداً قوياً، يجعل اتباع نظام غذائي معتدل ضرورة مساعدة للكبد على الاحتفاظ بقدرتها زمناً طويلاً، وعلى اداء مهمتها على الوجه الأكمل.

إن بعض الرياضيين هذا المبدأ بدقة أكثر مما يجب، فهم يتبعون المذهب النباتي، أي انهم يقصرون غذائهم على النبات وحده، ولكن هذه مبالغة في التزمت، لأن جسم الرياضي الفتي بحاجة إلى المواد التي يبني بها عضلاته بناءً سليماً، ولذا فيجب ان تدخل اللحوم في غذائهم إلى جانب الخضار و السكاكر.

إن السرعة التي يحرق بها الجسم مدخراته من المواد النباتية، يجعل تعويض هذه المدخرات هو أساس النظام الغذائي الذي يتوجب على الرياضي اتباعه، فيحتوي هذا النظام على مصادر للفوسفور، والمغنزيوم، والكالسيوم، و الحديد، والكبريت، والبوتاس، وعلى الأغذية التي تحتوي على الفيتامين (ب) كخميرة البيرة والحبوب.

وبالإضافة إلى ذلك، لا بد لنا من التنويه بأن الرياضي يحتاج أيضاً إلى التنفس والنوم العميقين، فالتنفس يساعد على حسن احتراق الاغذية في الجسم، والنوم يساعد على ادخار المواد الضرورية في العضلات.

وينصح الرياضيون بانتجاع الراحة في امكنة خلوية قبل موعد مبارياتهم ببضعة أيام، أن يمتنعوا عن تناول الكحول وعن التدخين، وبهذا يعدون اجسامهم للمجهود الكبير الذي تتطلبه منهم مهنتهم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...