فستق العبيـــــــــــــــــــــد
من
منا لم يكن في فترة من فترات حياته صديقاً لفستق العبيد يشتريه بقشره أو
مقشور و يحمله معه إلى المجالس التي يطيب فيها الإسترخاء و تلد التسلية
الجملية ولا سيما في الخلاء تحت أشعة الشمس وفوق الحشائش أو على مدرجات
الملاعب الرياضية فإذا استقر به المقام أخذ يقذف من تحته من سائر المتفرجين
بوابل من القشور الهشه.
لقد
مررنا جميعاً بهذه الحالة ، وبعضنا ما يزال يمارس عادة تناول فستق العبيد
بين فترة و أخرى ، فالفتيان الصغار يتناولونه بشهية لأن كتب الطب تؤكد لهم
انه يبني العضلات ، و الفتيات الصغيرات يتناولنه لأنهن لا يحسسن بالجوع.
و
الحقيقة أن الفتيان و الفتيات على صواب في الإقبال على فستق العبيد،
فالفستق ليس من فصيلة الخضراوات المركبه وهو أقرب إلى الفاصوليا و البازلا
ولكنه يتفوق عليهما من حيث غناه بالمواد البانية للطاقة الهائلة ، و
الإنسان إذا تناول يومياً من بذور الفستق ما يملأ أربعة أكواب، فإنه ما
يكفي رجلا بالغاً في اليوم الواحد من هذه الوحدات هذا فضلاً عن البروتئين
وفيتامينات آ و ب و ث.
ونصف
كوب من زبد الفستق يحتوي على 576 وحدة حرورية و 26.1 غراما من البروتئين و
47.8 غراما من الدهن النباتي ، و 393 ميلغرام من الفوسفور و 16.2 غراماً
من النياسين و 0.12 غراماً من الفيتامين ب1 . وإذا أسرف الإنسان في تناول
هذه المادة فإنه يصاب بالسمنه . و تلعب البروتينات دورا بارزاً في عملية
انتاج الخلايا و تغيير التالف منها . فالبروتين هو مادة التأسيس وهو حجر
الزاوية بالنسبة لكل خلية من خلايا الجسم . إنه المادة الحية التي تشكل
منها جميع الخلايا
فستق العبيد مستودع البروتين
ان
فستق العبيد الغني بالمواد الغذائية، سواء أكان محمصاً أم مملحاً أم زبداً
، يشكل وقوداً للطاقة التي تنتج البروتاتين الذي يعوض الخلايا و يرممها .
ويعتبر زبد فستق العبيد في مقدمة ست من المواد الغذائيه المستهلكة على نطاق
واسع . وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة بعد تحليل 751 مادة غذائية ، فإن
زبد فستق العبيد يحتوي على طاقة غذائية ودهن وكذلك على البوتايين و الفسفور
و الثيامين و النياسين.
هناك
ثلاثة أنواع رئيسية لفستق العبيد بحسب صلاحية بذوره للتحميص و التمليح
واستخلاص المواد الدهنيه التي تستعمل في صنع زبد الفستق وهو نوع من الكريم
الذي يستخدم في صنع أصناف عديدة من الحلوى و المثلجات .
يحتوي
زيت فستق العبيد على أحماض دهنية وهو يصلح للقلي، ويستعمل في الطب كحامل
لبعض العقاقير الهامة كالبنسلين و الأدرنالين فضلا عن استعماله كأساس
للمواد التجميلية.
إن
26 بالمائة من فستق العبيد يتألف من بروتايين و 50 بالمائة من مواد دهنية ،
و الغلاف الأحمر الذي يحيط بالبذورغني بالفيتامين ب ورطل انجليزي واحد (
453 غراماً ) من زبد فستق العبيد يحتوي من الطاقة الغذائية ما يحتويه ربع
رطل من اللحم المشوي أو ليتر من الحليب أو 32 بيضه.
إن
الدهن المستخرج من فستق العبيد رقيق القوام زيتي يسهل على الجسم تمثيله،
فهو في ذلك يختلف اختلافاً عظيماً عن الدهون الحيوانية التي تشكل صفائح
الكوليستيرول داخل الشرايين أعضاء الجسم الحيوية كالقلب و الكليتين
والدماغ.
و
يظهر تصلب الشراين في هذه الأعضاء بشكل نوبات دماغية أو قلبية كما يظهر
بشكل قصور في الكلية ، ويحافظ البروتاتين المستخلص من فستق العبيد وكذلك
الزيوت المستخرجة منه على مرونة الشرايين خلافا للشحوم الحيوانية التي تسبب
تصلب الشرايين وانسدادها بما يوضع في داخلها من مادة الكولستيرول ، ويحافظ
زيت فسق العبيد على طرواة الجلد و يمنع ظهور التغضنات المبكرة.
ليس فستق العبيد و زبد الفستق طعام الاطفال وحدهم ، فإن البالغين ولا سيما إذا تقدمت بهم السن في حاجة إلى طعام يحتوي على كمية طيبة من البوتايين وذلك نظراً لأن الطعام الذي يتناوله يقل كمية ولأن عملية ترميم الخلايا في أجسامهم تأخذ في التباطؤ.
ولما
كان يصعب على الجسم أن يختزن البروتاتين فإن معظم المعنين بشؤون التغذيه
يصرون على أن الناس مهما اختلفت أعمارهم فإنهم بحاجة إلى كمية يومية من
البروتايين ، ولا شك في أن زبد الفستق يعتبر من ألذ الأطعمة التي تحافظ على
النسبة الكافية من البروتايين في الجسم .
ولا
حاجة بنا إلى القول أن البروتايين أمر ضروري لنمو الطفل، لأن الطفل في
حاجة مستمرة لبناء أنسجة جديدة . ويقول بعض الأخصائيين في شؤون التغذية ان
قصر قامات بعض الناس يرجع إلى نقص مزمن في البروتايين أثناء طفولتهم .
وسواء
أن تناولت فستق العبيد في مباراة لكرة القدم أو كسمن نباتي مع الطعام أو
كحلوى لذيذة بعد إحدى المآدب ، فإن هذا الطعام شيء رائع لبناء مدخرات
الجسم من البروتايين . وهو خير الاطعمة بالنسبة للأطفال . وزبد فستق العبيد
هو خير ابتكار توصل اليه الانسان لإيصال البروتائين الباني للجسم إلى
الاطفال.
وينمو
فستق العبيد في المناطق الدافئة ذات التربة الناعمة التي يسهل على جذور
الفستق اختراقها بشرط أن تكون التربة محتوية على كمية كافية من الأسمدة بما
في ذلك الكلس.
ونبتة
الفستق قليلة الإرتفاع لها ساق لا يتجاوز طولها قدمين . وتظهر على أوراقها
أزهار صفراء ذهبية لا تلبث أن تذوي . ثم تنحدر من كاس الزهرة ساق دقيقة
تنحني حتى تبلغ الأرض وتنمو فيها وفي نهاية هذه الساق الضاربة في الأرض
تتكون الأغلفة المحتوية على حبات الفستق.
ومن
الطرائف المثيرة ان العالم الزنجي جورج واشنطن كارفر اكتشف مائتي طريقة
للإستفادة من فستق العبيد و قشره و نباته فقشر الفستق يستخدم في صناعة
الألواح العازلة للصوت و ألواح الحائط و المواد الفلينية التي تبطن بها
سدادات الزجاجات زيت الفستق ( و يشكل الزيت نصف الثمرة ) يستخدم في صناعة
الزيوت و المواد المنظفة ، وهذا الزيت بعد تنقيته يصلح للطعام كما يستخدم
في صنع العدسات الدقيقة ، ويصلح في تدليلك عضلات المشلولين . و النفايات
المتبقية من صناعة زيت الفستق تستخدم علفاً للماشية و الحيوانات .
و
القسم المخصص للغذاء الإنساني من الفستق يدخل نصفه في انتاج زبد الفستق،
وقد انتج هذا النوع من الزبد على نطاق ضيق لأول مرة عام 1890 كغذاء للمرضى و
يخصص عشرون في المائة لصنع الحلويات ، وما تبقى بعد ذلك فلتحميص و الأكل.
وليس
هذا كل شيء بالنسبة لفستق العبيد فقد تكتشف له في المستقبل أوجه استعمال
عديدة فهو إذا كثف صار طعاماً مثالياً لملاحي الفضاء في رحلاتهم إلى القمر،
وربما ادخلت زراعته في محطات الفضاء المخصصة للإسفار بين الكواكب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق