المتّــــــــــــــــــة
المتّة نبتة تنبت في أمريكا الجنوبية وخاصة في البرازيل و الأرجنتين، ولذلك تسمى
شاي البرازيل ويقال ان موطنها الاصلي هو الباراغواي
ويستعمل هناك مغلي اوراقها كما نستعمل هنا مغلي الشاي ، وقد انتقلت عادة استعمال منقوع او مغلي المتة إلى سوريا وخاصة إلى قرى جبل القلمون وجبل العرب، بعد ان جاء بها المهاجرون من امريكا
ويجمع الشعراء و الأدباء في بلاد المهجر على اسناد جميع الصفات الحميدة الى هذه النبتة فيقولون انها مغذية ، ومفرحة ، ومزيلة للكرب والهم ، وطاردة للجراثيم ، ومنقذة للانسان من الأمراض ، وفي امريكا مائة مليون من المخلوقات البشرية من جميع الطبقات متأقلمون لا يكفّون طوال يومهم عن تناول المتة التقليدية
والحقيقة ان هذا الشراب يستحق ان يعرفه الناس ، وأن يتذوقوه ليقدروا ما فيه من فوائد وقيم غذائية ، فهو يجمع بين مفعول القهوة المنبه دون ان يكون له اثر القهوة في القلب و الأعصاب ومفعول الأدوية المغذية و المقوية ، وقد اثبت تحليل اوراق المتة احتواءها على الكافئين بنسبة 2% و الآزوت 2.15% و السكر 6.10% وعلى العفص و الفيتامين (ث)
و الجدير بالذكر ان مقادير العفص الموجودة في المتة اقل بكثير من مقاديرها في الشاي ولهذا فمغلي المتة غير قابض كمغلي الشاي
ولا تؤثر مقادير العفص الموجودة في المتة على غشاء المعدة ولا تحول دون افرازاتها كما هي الحال في الشاي . لذلك فهي هاضمة اذا اخذت بعد الطعام
وتفيد المتة كل من يعمل بعضلاته او بدماغه ويكفي للدلاله على ذلك القاء نظرة على جموع شاربي هذا المغلي ، بعد ان يصيبوا منه كفايتهم ، كيف يأخذون بالمرح و الغناء ، وكيف ينطلقون من عقال مجتمعهم مستمتعين بحريتهم وبأحاديثم انهم ينتقلون الى مستوى ذكائهم العادي دون ان يصابوا بما يصيب شارب الخمر من سكر ونشوة
وقد لاحظ المسافرون ان تناول المتة قبل السفر او قبل القيام برحلات طويلة سيراً على الأقدام ، يعينهم على اجتياز المفاوز وتسلق الجبال ، فهي في نظرهم واقية من التعب ، معينة على تحمل المشاق ، كما انهم يعتقدون انها تحول دون اصابتهم بالحميات وتعجل بشفاء جراحهم ، و المتة مغذية تعين على اسكات حس الجوع ولذلك فهي تفيد الفقراء الذين تعوزهم الأغذية
ومن فوائدها الطبية :
أنها تحرك العضلات الملساء ولذلك فهي ملينة يستفيد منها كل من يشكو القبض المعند، ويستفيد منها المدمنون على التدخين ، لأن التدخين يبطىء من التفاعلات الحيوية الكيماوية في جسم متعاطيه، فتأتي لتبعث النشاط في الأنسجة العصبية وفي الأنسجة العضلية ، فتثيرها من بعد همود تحركها من بعد جمود.
كما أنها تفيد العصبين و المصابين بالنوراستانيا ( الوهن العصبي ) والذين يشكون الصداع و الشقيقة (آلام جانب الوجه والرأس) والذين يشكون عسرة في التنفس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق