الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

بذر الخلّة




بذر الخلّـــــــــــــــة

 اذا كانت الخلة تعتبر اليوم وسيلة علاجيه لا شك فيها ، في عدد غير قليل من الأعراض و الأمراض التشنجية المختلفة ، واذا كان الطب يعتمد عليها اليوم اعتمادا كبيرا ، فإن ذلك لا يعني سوى شيء واحد ، هو ان الخصائص التي تنفرد بها الخلة من أقدم الأزمان ، لم يتمكن احد من الاستغناء عنها والاستعاضة بمواد اخرى 

وفي الحقيقة ، ان اعتماد الطب على الخلة اليوم ، لا يفعل اكثر من اعادة الاعتبار لهذه النبته التي كشف الاقدمون ميزاتها العلاجية ، فاعتمدوا عليها في كثير من الحالات ، وذكروها في كتبهم، ووصفوا فوائدها واستعمالاتها المختلفة 

فمنذ آلاف السنين ، كان المصريون القدماء ، و السوريون القدماء ، يستعملون الخلة كدواء مضاد للتشنج ، و المغص الكلوي ، وحصيات الحالب والكلى و تشنجات المرأة، كما كانوا يصنعون من بذورها شراباً مخففاً لآلام الكلى، مدراً للبول ، ثم تقلص الاعتماد على الخلة كدواء شاف من تلك الامراض ، واقتصر على الوصفات الشعبية الساذجة 

إذن فالخلة تحتوي على خصائص ضد التشنج ، فترخي العضلات الملساء ،وخاصة عضلات القصبات الرئوية ، والحالبين و الطرق الصفراوية و الأمعاء ، كما انها ذات خصائص موسعة للاوعية وخاصة اوعية القلب ، مما يسبب ازدياد جولات الدم في القلب وتغذيته ، وهي بهذا اقوى أربع مرات من (الامينوفيللين) الذي يعطى كمقو للقلب

وقد تبين ان الخلين لا يؤثر على درجة التوتر الشرياني (الضغط) او على نظام النبض او على حيوية العضلة القلبية التي لا تحتاج الى مزيد من الاوكسجين عند استعمال الدواء ، كما انه اي الخلين لا يؤثر على وظيفة الكلى ولا على ميوعة الدم ، وتخثره ، فهو يمتص بسرعة ويطرح ببطء وبهذا يدوم تأثيره طويلا مما يزيد في مفعوله العلاجي. 

وبالاضافة الى كل ذلك، فالخلين يستخدم في علاج خناق الصدر نظراً لخاصيته الموسعة لأوعية القلب الدموية، وعلاج النوبات القلبية المؤلمة، لأنه يوسع قطر الشرايين ليهب القلب مزيدا من الغذاء كما يفلج العقد العصبية الناقلة للشعور بالألم ، ويهدئ من حساسية المركز العصبي ، وبهذا يخف الألم وتزول النوبة

وبنفس هذه الآلية، يؤثر الخلين على المسالك البولية ، فهو يخفف الآلام الكلوية و الكبدية بمفعوله الفالج للطرق و المراكز العصبية ، كما يساعد على طرح الرمال و الحصيات لتوسيع الطرق البولية ،لأن الحالبين الناقلين للبول لهما عضلات ملساء حساسة تتخرش بمرور الحصية فتأخذ بتقلصات متتابعة لطرح المادة الداخلية ، وهذا ما يزيد في الألم واحتباس البول، فإذا ما اخذ الخلين ، فلج الطرق العصبية فخفف من الالم ثم فلج العضلات الملساء المتقلصة ودعاها إلى الالسترخاء ، فيتوسع الحالب وتطرح الحصاة اذا كانت صغيرة الحجم 

وهكذا بدأ العلماء سلسلة من التجارب ، لاختبار خواص الخلة المضادة للتشنجات وتقبض العضلات الملساء ، فأفادت في حالات داء البهر (الربو) الذي ينجم عن تقلصات الالياف العضلية الرئوية ، كما استخدمت في علاج السعال الديكي وآلام الصفراوية ، وكلها كما نعلم ذات منشأ تشنجي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...