الشــــــــــــــــــــــاي
اليوم ينتشر الشاي في جميع انحاء العالم ، ويحتل مكانة اساسية على الموائد ، وله نظم وتقاليد في اعداده وتقديمه ، فهو يقدم كمشروب للضيافة لدى كثير من الشعوب، بدلاً من القهوة ، كما تخصص ساعة معينة من لدى الانكليز ، لتناول الشاي ، ويعني الفلاحون و الريفيون في البلاد العربية بالشاي عناية كبرى ، فيتفننون في اعداده وتقديمه، وفي مصر وليبيا يقدم الشاي مكثفاً إلى درجة تجعل لونه قريبا من السواد وله اصول معينة وأوقات محددة يتم تعاطية خلالها
وللشاي انواع عديدة، وألوان عديده ، فمنه السيلاني ، و الهندي و الياباني ، ومنه الاحمر و الأخضر ، وهذا الاختلاف ناجم عن طريقة التحضير، لأن وريقات الشاي الغضة تكون عادة خضراء اللون قبل قطفها ، وهي تحتوي على خمائر (انزيمات) تفعل فعلها في الوريقات اذا ما تخمرت بعد قطفها، فتبدل من طعمها ولونها، فإذا ما حيل بين الوريقات و التخمر، ظلت خضراء اللون، وذلك بتعريضها للبخار الحار، ثم فرشها على حضر وأطباق خاصة لتجف تحت اشعة الشمس ، وبالتالي ما فيها من مواد عفصية ، وزيت طيار، أما إذا خمرت وجففت فإن لونها الأخضر يتحول إلى اصفر ثم الى احمر قاتم مائل للسواد، وبذلك يفقد الشاي بعض عناصره وخاصة العفص.
وبما ان العفص مادة مقبضة فإن شارب الشاي يشعر بطعم قابض في فمه، يترافق مع جفاف الغشاء المخاطي 
وللشاي أنواع اخرى عديدة ، منها الشاي الأبيض، وهو ذو وريقات صغيرة ملتفة ، وله رائحة زكية ، وهو نادر الوجود ، لأنه يقطف من رؤوس الأغصان ، ويقدم هدية للملوك والأمراء، أما الشاي المسمى (اوفرق) فهو منقط بنقط بيضاء وله اوراق طويلة مفتولة 
وقد استنسال احسن أنواع شجيرات الشاي على مر السنين الطويلة ، الى ان تم الحصول على انواع جديدة من الشاي، ذات الطعم اللذيذ و الرائحة الزكية ، ويعتبر الشاي من النوع الجيد كلما رق وصغر سنا ، فيزداد طيب طعمه، وليس الشيء المعمول عليه في طيب الشاي وجودته هو النكهة وحدها فحسب ، بل هي التربة التي ينبت فيها ، والاقليم السائد هناك وتكوين هذه التربة وشكلها ، واذا ما كانت وريقات الشاي فاتحة اللون مدببة الرأس اعتبرها العارفون من النوع الجيد 

 

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق