القمــــــــــــح
تشكل
الحبوب و مشتقاتها جانباً بالغ الأهمية في غذاء الإنسان ، لا سيما في البلاد
الشرقية التي تفننت في استغلال هذه الحبوب واصطناع أنواع مختلفة من الأطعمة و
الأغذية منها
وأهم
هذه الحبوب : القمح الذي يعتبر من أقدم ما عرفه الإنسان من الغذاء لا سيما في
منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ويعود عهد الإنسان به إلى العصر الباليوليتي (
الحجري ) ، وفي الحفريات الأثرية التي تمت في بعض البلدان كان للقمح نصيب عظيم من
احترام الناس وتقديرهم واعتبارهم إياه نباتاً مباركاً يستحق التقديس و التوقير
تتألف
حبة القمح من غلاف خارجي ينبذ بعد الطحن و يؤلف 9% من وزن القمح وهو ما يسمى
بالنخالة . وتلي الغلاف الخارجي طبقة رقيقة جداً تؤلف 3% من وزن الحبة وهي تحتوي
على عنصر الأزوت، أما ما يتبقى من الحبة فهو الطبقة الداخلية النشوية ، وهي قوام
الدقيق الأبيض الصافي، وهذه الطبقة تشغل 85% من وزن الحبة ، ثم الرشيم أو جنين
القمح وهو قسم صغير يتمركز في زاوية من زوايا حبة القمح و يؤلف 4% من وزنها ، وهو
لا يكاد يرى بالعين المجردة إلا بصعوبة ولكننا نستطيع تمييزه وتحسسه إذا ابتل
القمح بالماء أو أصابته رطوبة، لأن الرشيم إذ ذاك يذر قرنه كما يرفع رشيم البطاطا
رأسه إذا ما خزنت في مكان رطب ندي
ويتألف
الخبز الأسمر من طحن حبوب القمح كاملة ، أي بأغلفتها و أجنتها و طبقاتها الداخلية
ويعتبر
رشيم القمح أغنى أجزائه بالفيتامينات و المعادن ، ويليه الغلاف الخارجي ( النخالة
) أما الطبقة الداخلية المؤلفة لقوام الحبة فهي خالية من جميع هذه العناصر عدا
النشاء
تحتوي
النخالة على الفيتامين ( ب1 – والفيتامين ب2 و ب6 وب ب و الفيتامين و ) وعلى هذا
فإن تناول الخبز الأسمر المصنوع من الحبوب بكاملها يقي آكليه شر مرض ( البري بري )
والتهاب الأعصاب ، و البلاغرا ، كما يهم القوة و النشاط والإخصاب نظراً لوجود
الفيتامين ( و ) المنشط الجنسي الممتاز. أما الخبز الأبيض المصنوع من الدقيق
الخالي من النخالة فهو خال من الفيتامينات
لقد
تبين أن الطبقة الخارجية من القمح تحتوي على الفوسفور الذي يغذي الدماغ والأعصاب
والأجهزة التناسلية ويقويها، كما يحتوي على الحديد الذي يهب الدم القوة و الحيوية
و الأوكسجين ، و الكالسيوم الذي يبني العظام ويقوي الأسنان ، وعلى السيلكون الذي
يقوي الشعر ويزيده قوة ولمعاناً ، واليود الذي يعدّل عمل الغدة الدرقية ويضفي على
آكله السكينة والهدوء ، والبوتاسيوم و الصوديوم و المغنيزيوم تلك العناصر التي
تدخل في تكوين الأنسجة و العصارات الهاضمة
وبناء
على هذا الإكتشاف راح العلماء ينشرون الأبحاث المطولة منددين بالخبز ( العصري )
الخالي من النخالة ، حاثين الناس على العودة إلى الخبز الأسمر الذي يصنع من القمح
بكامله ، ولكن هذه الدعوة لم تلق آذاناً صاغية لدي الجميع ، فإن منظر الرغيف
الأبيض وقوامه ولونه أغرت الناس بالإقبال عليه والانصراف عن الخبز الأسمر الخشن.
وقد أراد بعض المطاعم الأميركية تعويض الناس عما يفقدونه باعراضهم عن النخالة
فوضعت لهم نخالة القمح في أوان زجاجية مثقوبة تشبه أواني الفلفل و الملح ، فإذا
قدّمت الشطائر ( السندويش ) المصنوعة من الخبز الإسفنجي الأبيض رشت عليه النخالة ،
لا عادة الفوائد التي سلبته إياها الطريقة العصرية في اعداد الخبز
ولقد
تبين أيضاً ان ما ابتليت به حضارتنا هي المطاحن الحديثة التي تسحق القمح سحقاً
ناعماً جداً يقتل رشيم الحبة ، وتفصل النخالة عن القوام الداخلي للحبوب رغم ما فيه
من فوائد جمة
إن
الأطباء وعلماء التغذية ما فتئوا منذ عشرين عاماً ينبهون الناس إلى فوائد القمح الحقيقية
التي يحرمون منها أمام ابصار الحكومات وأسماعها، حتى أن القاعدة التي يحكم الناس
بها اليوم على مدى جودة الطحين هي مدى ما في بياضه من نصاعة ، خلافاً للتقدير
العلمي السليم
إن
فائدة النخالة ليست في فوائدها السالفة الذكر فقط ، بل إن لها فوائد علاجية موصوفة
فإن
مغلي النخالة يمكن استعماله كمهدء ضد السعال و الزكام الخفيف و الحمضيات ، وكميته
هي مقدار قبضة لكل ليتر من الماء أما في حالات القبض فإن للنخالة أيضا فوائدها ،
فإن ملعقة من النخالة في كأس ماء أذيب فيه قليل من العسل مفيد جداً
وتفيد
النخالة أيضاً كمهدء في حالات آلام تقرحات المعدة ، شريطة أن يكون مغليها خفيفاً
جداً، كما يمكن الإستفادة من المغلي نفسه في حالة الزحار المزمنه
وإذا
أردت ، يا سيدتي ، أن تفيدي من خواص النخالة في اكساب جلدك رونقاً وبهاء ،
فاستعلمي ماء النخالة في حمامك بالطريقة التالية
ضعي
في قفاز من قفازات الحمام مقدار ملعقتين من نخالة القمح مع قشرة ليمونة جافة
واربطي عنق القفاز ثم اتركيه يغلي مدة نصف ساعة في ليتر من الماء ثم أضيفي هذا
الماء إلى ماء البانيو، وبعد الحمام استعلمي القفاز نفسه للتفريك دون فتحه
وهذه
وصفة أخرى ( لحمام النخالة ) ضد النقرس و الروماتيزم :
يوضع
كيلو من النخالة في خمس ليترات من الماء وتغلى لمدة نصف ساعة ثم يضاف هذا الماء
إلى ماء البانيو
أما
دقيق القمح فيستخدم كعلاج لتهيجات الجلد الملتهب ، أو المصاب بحروق أو بثور ،
فتصنع ضمادات منه فوق المكان المصاب ، وأحياناً تعد حمامات كاملة من الطين في
الإلتهابات الجلدية الحادة
أما
حبة القمح بكاملها فهي دواء شعبي معروف ضد التهابات جلود الأطفال فتوضع قطعة حديد
فوق النار وتحمّى ثم توضع فوق قليل من الحب فيخرج منه سائل تدهن به الإلتهابات
فوراً بطرف الإصبع وتكرر العملية حتى لا يبقى أي أثر للإلتهاب
كما
أن شيم القمح يدخل في علاج التهابات الأعصاب نظراً لما يحويه من فيتامينات. ويضع
قاعدة لذلك تقضي بأن يتناول المرء مقدار ملعقة من رشيم القمح لمدة اسبوع أو اثنين
خلال وقعات الطعام الرئيسية مع المضغ جيداً أو طويلاً ، أما كيفية الحصول على الرشيم
فهي أن تأخذ قليلاً من حبوب القمح فتغسلها جيداً وتنقعها في الماء لمدة ساعتين أو
ثلاث ثم تنشر في صحن و توضع فوقه خرقة نظيفة أو قطعة قطن معقم مبلول بالماء وتترك
في مكان رطب مدة
يومين
أو ثلاثة أيام . وما أن يظهر الجنين تحت القشرة
حتى تغسل الحبوب وتكون عندئذ جاهزة للتناول، ويجب أن تحفظ بعيداً عن النور وإذا
شعرت بطعم حاد فيها إعمد إلى غسلها مجدداً
أما
النشاء الموجود في القمح فيستعمل كمسكن لإلتهابات المجاري الهضمية كما يستخدم
كمسحوق ضد الإلتهابات كالأكزيما و الحكاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق