اللبــــــــــــــــــــن
اللبن في اللغة هو ما تدره الحيوانات اللبونة من ضروعها ، ولكن هذه التسمية كما سبق أن ذكرنا تطلق على اللبن الرائب أو الزبادي تمييزاً له عن الحليب
وقد عرف العرب هذا الغذاء قبل الغرب بزمن طويل ، وكانت الحروب الصليبية مناسبة قبس فيها الغرب عن العرب كثيراً من ألوان الحياة وفنونها، وكانت الأغذية بعض ذاك الذي أخذه الغرب، فعرف كثيرا من النباتات و المآكل ، ومنها اللبن الرائب الذي ظلت طريقة صنعه واعداده سراً على الأوروبيين لا تعرفه سوى القصور الملكية، فانتقلت طريقة صنع اللبن من قصر الملوك إلى البيوت العامة حتى شاعت في جميع أنحاء العالم
كما أن المثابرة على تناول اللبن الرائب تطهر الأمعاء من الجراثيم و تحول دون حدوث التخمرات و التفسخات المؤدية إلى التسمم، كما تؤخر أعراض الشيخوخة المتمثلة في الوهن و التصلب والجفاف.
ان اعداد اللبن الرائب يتم باختمار الحليب بالروبة وهي خميرة خاصة تحتوي على العصيات المؤثرة في السكر الموجود في الحليب فتحوله إلى حمض اللبن وتجعل طعمه مائلا على حموضة تزداد كلما مر وقت على الترويب.
يحتوي اللبن على مجموعة ممتازة من الفيتامينات وتختلف مقادير هذه الفيتامينات باختلاف نوع الحليب الذي صنع منه اللبن وكذا باختلاف المرعى و الفصل اللذين تناولت فيهما الماشية غذاءها فيهما ، أما محتوى اللبن من المواد الأخرى فهو ماء و بروتين ، زبدة ، سكر اللبن ، حامض اللبن ، أملاح معدنية عضوية ، وهذه المواد تعطي حرارة مقدارها 350 حريرة في كل ليتر من اللبن ، وفي اللبن المصنوع من حليب الغنم تكون المواد الدسمة أكثر.
ونظراً لاحتواء اللبن على عوامل الاختمار التي تعيق نمو عصيات الأمعاء، فهو يعتبر مطهراً للأمعاء، وحائلاً دون التعفنات المعوية و التخمرات و الغازات، وإذا ما اعتاد الإنسان على تناوله بانتظام ساعده على عملية الهضم وحال دون إصابته بالتسمم الذاتي .
ويفيد اللبن في اذابة الرمال البولية ، كما يمنع تشكل الحصيات في الكلى و المثانة اذ تبين أن الإصابة بهذه الحصيات و بالرمال البولية نتيجة لتعفن الأمعاء و تفسخها ، وليست بسبب مياه الشرب ومدى نقاوتها، وما دام اللبن مطهراً للأمعاء فإنه يمنع تشكل الحصيات ، ونظراً لاحتوائه على اللاكتوز المدر للبول  فإنه يغسل المجاري البولية ويطرد الرواسب منها.
ومن المفيد للشيوخ المصابين بتصلب الشرايين أن يتناولوا اللبن بكثرة نظراً لقدرته على مكافحة السموم التي تنتشر في البدن فتسرع بهم إلى الشيخوخة قبل الأوان وفضلاً عن ذلك فاللبن هاضم وملطف وملين خلافاً للإعتقاد الشائع بأنه قابض، ولذا فإن اعتيادك على تناول اللبن في طعامك بشكل منتظم ، يفيد في وقايتك من الإمساك بصورة تغنيك عن تناول الملينات الصناعية السامة، كما أن للبن مفعولاً مهدئاً للحساسين سريعي التأثر، وللمصابين بالأرق ، وهو كمرطب أجدى من كثير من المرطبات التي تضر بالمعدة وتربك الهضم.
وتستعمل كواكب السينما اللبن في تطرية البشرة وإلانة الجلد، واكسابها منظراً جذاباً مشرقاً، كما يفيد اللثة اذا دلكت به ، ويكسب الفم رائحة طيبة اذا استعمل مضمضة، ويجعل الأسنان بيضاء ناصعة .
ومن الضروري أن نتحاشى وضع اللبن في أوان من الألمينوم أو النحاس غير المبيض بالقصدير، لأن هذه الأواني تتأثر بالحموض الموجودة في اللبن ، فتتحول إلى مواد سامة كلبنات النحاس .
 وأخيراً ، فاللبن الرائب هو من اكثر الأغذية قبولاً للغش، وقد يتم الغش بنزع القشدة من حليبه، او صنعه من حليب نزعت منه الزبدة ثم اضيف النشاء أو مسحوق الأرز اليه، وبعض ذوي الضمائر الفاسدة من الباعة لا يتورعون من اضافة مادة الشب الى اللبن المغشوش لتماسك ذراته ويغدو قوامه على شكل كتلة واحدة وهي توحي للرائي بغناه بالزبده والمواد الدهنية .
ويمكن اكتشاف الغش في اللبن بطريقة سهلة وذلك بتحريك قليل من اللبن حتى يغدو متجانساً ثم تضاف اليه بضع قطرات من صبغة اليود فإذا أصبح لون اليود أزرق دل على وجود النشاء أو مسحوق الأرز في اللبن ، أما مادة الشب القابضة المؤذية للمعدة و الأمعاء فيصعب اكتشاف الغش فيها إلا بتحليلها في المختبر . 


 

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق