الملفوف
يتصف
الملفوف بعدة أنواع، كل منها يشارك الأنواع الأخرى في بعض الخصائص، فهناك
الملفوف الأخضر، وهو أشهر أنواعه اليوم، ذو الأوراق الخضر المتموجة
العريضة، والذي يعرف قبل مطلع القرن السابع عشر.
وهناك الملفوف التفاحي الأحمر : وهو يشبه الأول في بعض نواحيه.
وهناك القنبيط (أو القرنبيط) الذي يقال أن الشرق هو منبته الأول.
ومنه انتقل إلى أوروبا عبر ايطاليا في القرن السادس عشر.
وهناك الملفوف الهيلوني الذي تؤكل فروع أوراقه قبل أزهاره.
وهناك
الكرنب الساقي : وهو ما يدعى في سورية بالكرنب، وفي العراق (شلغم)، وتستهلك
منه ساقه التي تغلظ فوق الأرض وهي التي تؤكل وتستهلك.
وهناك الكرنب اللفتي الذي تؤكل منه جذوره الضاربة في باطن الأرض.
يتركب الملفوف عامة من 85% ماء، و 5.70% ماءات الفحم، و 5% مواد دهنية، و 3.80% مواد آزوتية، 0.50% أملاح معدنية.
أما من حيث الفيتامينات، فالملفوف أغنى أنواع البقول في الفيتامين (ث)، فإن ما نجده في مائة غرام من الملفوف من هذا الفيتامين، لانجده إلا في مائتي غرام من الليمون رغم شهرة الليمون كمصدر ممتاز لهذا الفيتامين بالذات.
ويحتوي الملفوف أيضاً على بعض مركبات الفيتامين (ب) وهي: ب1، ب2، ب6، ب7، ب ب، والفيتامين ك.
أما من المعادن، فإن الملفوف يحتوي على الكلس، والكبريت، والفوسفور.
إن الكبريت موجود في الملفوف بمقادير عالية جداً، فهي تبلغ 194 ميلغراماً في كل مائة غرام من الملفوف، بينما لا نجد في كافة البقول الأخرى ما يتمتع بهذه الكمية، فإن أية بقله أخرى لا تزيد نسبة الكبريت فيها عن 18 ميلغراماً في كل مائة غرام.
ولعل وجود الكبريت بهذه الكمية هو الذي يعطي الملفوف رائحته الخاصة التي تجعل البعض ينفرون منه، أو يشعرون بالتخمر الهضمي و التجشؤ والتهاب الحلق.
وليس معنى هذا أن الملفوف يتسبب في هذه الاعراض بالضرورة، ولكن هناك بعض الأشخاص يصابون بها استعدادهم الجسمي لها، أو بسبب تناول أطعمة أخرى تجعلهم يعتقدون ان الملفوف هو المسؤول، ولا بد من تحري السبب بالضبط قبل اتهام الملفوف.
كما ان الملفوف يحتوي على مادة قاتلة للبكتيريا تشبه في مفعولها مضادات الحيوية، كما أن مقادير الكبريت العالية الموجودة فيه لها قدرة على التطهير ومنع الالتهابات.
إن أتباع طريقة التغذية النباتية الذين يرفضون تناول أية مادة ذات منشأ حيواني تمكنوا من المحافظة على حياتهم وصحتهم، رغم ان الأغذية الحيوانية، وخاصة اللحوم و البيض، هي المصدر الأول للبروتين، ولا بد للجسم من أن يتزود بهذا البروتئين ليتمكن من المحافظة على توازنه الصحي، فكيف يتسنى لهؤلاء النباتين أن يثبتوا في موقفهم من الأغذية الحيوانية ؟؟؟ .... أن للملفوف دوراً هاماً في هذا الشأن .
ونشرح الأمر :
إن بإمكان الجسم أن يتدارك حاجته من البروتئين عن طريق الخضروات المجففة والحبوب منها بشكل خاص، ولكن هذه الخضروات تكون فقيرة جداً في حمض (الليزين) هذا العنصر الرئيسي في المحافظة على التوازن الصحي، والذي لا تستطيع الحبوب والفواكه والبطاطا امداد الجسم به، فيكف يستطيع النباتي الامتناع عن تدارك الليزين عن طريق المنتجات الحيوانية والمحافظة مع ذلك على صحته؟ ...
هنا تبدو لنا أهمية الملفوف فإن إضافة الملفوف إلى الوجبة النباتية يمكنها أن تزود الجسم بحاجته إلى الليزين الخام، فهو موجود في الملفوف ... وهذه حقيقة هامة يحسن بالنباتيين أن يتدبروها.
ولكي نفيد من الملفوف فائدة كاملة، يجب أن نتناوله نيئاً، وأن نمضغه مضغاً جيداً لكي نخلص عصبياته المتشابكة في كل ورقة، وبهذا نستطيع أن نستعين به على مقاومة التعب، وفي الوقاية من الرشوحات المتوقعة، وعلى طرح الطفح الجلدي، وعلى تقوية الشعر، والأظافر، وتسهيل نمو العظام.
فإن الاستفادة من المميزات الواسعة للملفوف لا تتحقق بالنسبة للجميع، فهناك من لا تقبله اجهزتهم الهضمية، ولكن الأغلبية الساحقة من ذوي الاجسام السليمة يستطيعون تناوله ... فبالنسبة للأطفال، ننصح بإعطائهم الملفوف يومياً، وخاصة الذين يتغذون عادة بحساء الحبوب، لأن الليزين الموجود في الملفوف يساعد أجسامهم الغضة على الاستفادة من البروتين الموجود في الاغذية المحضّرة على شكل دقيق.
أما المراهقون، فالملفوف يوصف لهم لأكثر من سبب، فأولاً لأن الليزين عنصر مباشر يساعد على النمو، وثانياً لأن ما فيه من كلس وفيتامينات يساعد جانباً كبيراً من حاجات اجسامهم الآخذة في النمو.
لمن يوصف الملفوف ؟؟؟
ويوصف الملفوف أيضاً للمصابين بالقصور الكلوي والوذمة، والحين (أي تجمع الماء في البطن) لأن غنى الملفوف بالبوتاس يطرد الماء من أنسجة الجسم، والفيتامين (ث) الموجود فيه يقاوم الوهن الناجم عن كثرة التبول.
ومن الضروري للمصابين بأمراض القلب والسمنة والتدرن والمتسممين بالأوريه، من الضروري لهؤلاء أن يتناولوا الملفوف لأنه ينشط الكليتين وخاصة إذا أخذوه في الصباح قبل الطعام، وفق نظام يستمر ما بين خمسة عشر يوماً وواحد وعشرين.
و المصابون بالسكري يستطيعون كذلك أن يجدوا في الملفوف علاجاً مفيداً.
وقد اكتشف في الملفوف فيتامين جديد اسمه فيتامين (U) الذي يحدث مفعولاً واضحاً ضد التقرح، كما اكتشفت مادة (الفلوتامين) التي تفيد في علاج الادمان على الخمر.
وبالمقابل : فإن الملفوف خصم غير مستحب للذين يشكون قصوراً كبدياً. أو قصوراً في الكيس الصفراوي، لأن الملفوف في هذه الحالة يزيد حالتهم المرضية سوءاً، ونفس القول يوجه إلى المصابين بالحصيات البولية والنقرس، لأن الملفوف قد يحدث لهم (نوبات) حادة مفاجئة، كما أن (النترات) التي تستخدم في تسميد الاراضي الزراعية تعمل على رفع مقادير حمض (الاوكساليك) الذي قد يسبب لآكلي الملفوف من ذوي الاستعداد نوباً رملية مفاجئة، قد لا تحمد عقباها. ولا بد من الإشارة إلى فقر الملفوف بالمغنيزيوم واليود. فقد أثبت التحليل الكيماوي خلو ملفوف بروكسل من هذين العنصرين.
ونقص اليود يسهل ظهور غدة الدرق وهذا ما يفسر لنا كثرة اصابة بعض القرويين من سكان الحبال بهذه الآفه نتيجة لكثرة استهلاكهم للملفوف. ونقص اليود واضح جداً لدى هؤلاء الريفيين. وقد اكتشف مؤخراً ان الملفوف يتعارض مع تشكل التيروكسين الذي نتيجه خلايا الأجسام الدرقية ... والتيروكسن هرمون يلعب دوره في عملية الاحتراق التي تتم في الخلايا الحية.
وهكذا يصنف الملفوف في عداد الأطعمة المضادة للدرق، فينصح المعرضون للإصابة (بالجدرة) بتجنب تناوله.
فالملفوف النيء، يفتح الشهية إذا ما اخذ قبل الطعام. فالأملاح الزرنيخية وتأثيرها الخفي يحرض الغدد اللعابية والغدد المعدية.
وإذا ما أردنا الإفادة من جميع فضائل الملفوف وغناه بالفيتامينات توجب علينا أن نتناوله نيئاً، ولا بد من مضغه جيداً كما نتوصل إلى تخليص عصيباته المتشابكة في كل ورقة. ويفضل ما يحتويه الملفوف من فيتامين (ث) فهو يساعد على مقاومة التعب. كما أنه يقي من الرشوحات المتوقعة.
أضف إلى ذلك أنه يساعد على طرد الطفح الجلدي فيسهم في تجميل البشرة.
و الملفوف، بصفته مجدداً للمعادن في الجسم، بما يحتوي عليه من أملاح كلسية ومغنيزية وبوتاسية. فإنه يسهل نمو العظام ويقاوم تقصف الشعر و يقوي الأظافر.
إن الملفوف المسلوق مفيد جداً في حالات فقر الدم وداء النقطة وداء المفاصل وفساد الدم.
وأخيراً فيما يتعلق بالملفوف ، يجب أن نتذكر دائماً ما يلي :
- ألا نتجاهل الملفوف من قوائم طعامنا على فترات متقاربه.
- أن نختار دائماً ما هو طازج وطري بقدر الإمكان، لأن وضعه في البراد مدة طويلة يجعله قاسياً بعض الشيء.
- أن نسلقه لمدة طويله، وأن نغير ماء السلق ثلاث مرات على الأقل، مع مراعاة أن يكون الماء التالي، عند التغيير حاراً لأن الماء البارد بعد الحار يجعل الملفوف يتصلب.
- أن نعنى بمضغه جيداً لتسهيل عملية هضمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق