الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

الكرات


الكرات
 
يعتبر الكرات كالهليون يحتوي على أملاح معدنية أخرى (الكالسيوم و المغنيزيوم و البوتاس و السودا و الكبريت و الجير)، وكذلك على الكلوروفيل و السيللوز أو سكر الخشب، أو انه مخزن حقيقي للعناصر ذات الفائدة القصوى لوظائف الجسم المختلفة ولحسن قيام الاعضاء بها.

وأولى الفضائل التي تسند إلى الكراث هي تأثيره النافع على الاوتار الصوتية والجهاز التنفسي المرتبط بها. كما ان أنواع الحساء التي يدخلها الكراث موصوفة الآن ضد البحة و السعال اللذين يصاحبان أمراض الشتاء المختلفة التي يتعرض لها كل واحد منا.

والأكيد أيضاً أن هذه الخضار تقوي دفاعنا الطبيعي المهدد بالاعتداءات الفصلية أو الجرثومية لأنه يعطينا الفيتامين (ب) وهو عنصر التوازن العام، والفيتامين (ث) الثمين في مقاومة حالات الانتان والتعب.

ومع ذلك فإن أجل خدمة يقدمها الكراث إلى الانسان هي في الجهاز الهضمي، فهو مقبل وبهذه الصفة نجده ماثلاً في كتب الطب التي ترجع بتاريخها إلى عدة قرون.

وهو سهل الهضم، فإذا ما صنع منه حساء استطاعت اكثر المعد الحساسة تقبله وهضمه دون ان يسبب لها اي تقبض كالذي تبديه حيال غيره من الأطعمة. زد على ذلك أنه يريح المعدة و ينشطها، واختماره يسهل عمليتي الهضم والامتصاص أما ما يحتوي عليه من كبريت فيقاوم التخمرات العفنة.

أما سكر الخشب الذي يكثر في الكراث واللعابين أيضاً فإنهما يقومان بتنظيف الامعاء تنظيفاً شاملاً، فالعنصر الأول يجرف أثناء مروره في الأمعاء جميع ما يكون قد تخلف فيها من فضلات الطعام، بينما يعمل العنصر الثاني في طرحها خارجاً، ومن هنا ظفر الكراث بشهرته التي لا شك فيها بصفته مليناً لطيفاً وطبيعياً.

وفضائل الكراث لا تتوقف هنا. فهو يقاوم فقر الدم لأن ما يحتوي عليه من الحديد ينشط توالد وعمل الكريات الحمراء. وهو يقوي العظام والجلد بفضل ما يضم من الجير والكلس. كما أنه ينشط الجهاز العصبي بما يحمل من مغنيزيوم.

والكراث موصوف في أمراض تصلب الشرايين والروماتيزما والنقطة (داء الملوك) والتهابات الكلى والمثانة والسمنة لأن ما يحتوي عليه من خلاصة sulfo يضعه في مصاف أفضل مدرات البول التي جعلتها الطبيعة بتصرفنا. 

وغنى الكراث بالأملاح القلوية يبلغ درجة جعلت بعض الباحثين لا يترددون في القول أن معالجة بالكراث لا تقل نفعاً عن معالجة بمياه (فيشي) المعدنية.

إلا ان اهم ميزة في الكراث هي انه يقدم الينا، في فصل الشتاء عنصراً لا غنى عنه على ندرته في الشهر الباردة ، ألا وهو الكلوروفيل.

وقد دلت الأبحاث العلمية أن الورقة، هذا المختبر البيوكيميائي الضخم الذي يغذيه النور، يملك قيمة بيولوجية رفيعة، فهي من ناحية توفر عناصر في تطور التوالد اي انها تكون أسهل امصاصاً كما ان الكلوروفيل يعتبر، من ناحية ثانية، منشطاً فعالاً للتبادل الغذائي جدير بتسهيل عملية استخدام المواد الغذائية المبتلعة، كما أنه في الوقت نفسه منشط لقدرة العضلة القلبية.

فحذار من تبديد مادة على مثل هذه القيمة : احتفظوا دائماً بالأوراق الخضراء للكراث، وإذا كنتم من اصحاب الحدائق تشبهوا بالفلاحين الذين يكتفون، بدافع من الاقتصاد أو الحكمة بقطع أوراق الكراث لصنع الحساء ولا يقتلعون الكراث كله إلا عندما يريدون طهو طبق منه أو إذا ما رأوه أوشك أن يبرز.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...