الفــــــــــــــــول
عرف الانسان الفول منذ القدم فقد كان الإغريق يأكلونه بقشوره وكانوا يستخدمون الفول المصري الأخضر الصغير في صندوق الاقتراع عوضا عن الأوراق
وأما في روما فكانت صفة القدم التي للفول تضفي عليه نوعا من القدسية، ولذلك فقد كانوا يستخدمونه في بعض الاحتفالات الدينية.
ويؤكل الفول نيئاً وهو غذاء حسن وفاكهة لذيذه. واما الفول اليابس فيكتسب قيمة غذائية كبرى.
ويلعب الفول دوراً هاما في تغذية سكان حوض البحر الابيض المتوسط، حتى اطلق عليه اسم (لحم الفقير) هذه التسمية التي يؤيدها العلم بعض الشيء بسبب غنى الفول بالبروتئين الذي تعتبر اللحوم غنيه به .
الفول نبات حولي (سنوي) يبلغ طول ساقه المتر احيانا ، وزراعته منتشرة جداً في آسيا وبلاد البحر الأبيض بشكل خاص، وثماره قرنية الشكل خضراء اللون، تحتوي على حبات الفول اللذيذه المغلقة بقشرة ملساء صفراء تميل الى الخضرة، ولكن هذا اللون يميل الى اللون البني ثم الأسود كلما تقادم العهد به ، وازدادت مدة تعرضه للشمس .
وهناك طرق عديدة لطبخ الفول فهو يضاف الى اللحم و البندورة ، او يطبخ بالزيت مع البقدونس، أو يسلق سلقا كثيرا فيؤكل، كفول نابت ، أو يدمس ويؤكل في الصباح، أو يجفف ويطحن ويضاف الى الحمص المطحون والبهارات ويقلى بالزيت ويؤكل تحت اسم (ام الفلافل) او (الطعمية).
يتألف الفول من 67.4% من وزنه ماء ، و 10% بروتئين ، و4%مواد دهنيه، و 14.6% ماءات الفحم، و 4% ألياف، مع بعض الاملاح المعدنية كالكالسيوم، والفوسفور و الحديد والكبريت، كما يحتوي على مقادير لا بأس بها من الفيتامين (ب) وعلى قليل من خضاب الدم المسمى (هيموغلوبين) وعلى الجلاتين ، والليستين .
و المعروف ان الفول يتجمد بعد سلقه في الماء فيصبح ذا قوام هلامي وذلك بسبب انحلال الجلاتين فيه ، ويعتبر ماء السلق الذي يطهى فيه الفول مادة مغذيه نافعه للمرضى و الناقهين .
إن وجود نسبة البروتين في الفول ، تجعله يأتي في المرتبه التالية للحم و البيض من ناحية التغذيه، ورغم هذا الغنى الواضح فإن الفول فقير في الأحماض الآمينية الأساسية الضروريه للتغذيه، وهذه الاحماض لا توجد إلا في بروتين اللحوم ، ولذا فلا يجوز الاعتماد على الفول كغذاء رئيسي دائم، وإذا كان لا بد من ذلك ، فيجب اضافة قطعة جبن إلى الوجبة الفول لامداد الجسم بالاحماض التي يفتقر الفول اليها .
أما الوجبه الغذائيه الكاملة فإنها تتألف من الفول و البندورة و البصل و الثوم و الزيت و الحمص و الخبز ، فهي تمنح الجسم قوة حرورية تساعده على اداء اشق الاعمال.
تحتوي قشور الفول على فيتامينات ناحمة عن التفاعل مع اشعة الشمس، فهي تمدنا بما فيها من فيتامينات ، كما تمنع عنا الامساك ، وتتيح لنا فرصة الافادة من مادة الكلوروفيل الموجودة فيها وهي المادة الخضراء التي تمتص روائح الجسد.
وقشر الفول عسر الهضم، فالمعدة تعالجه بعصاراتها مدة طويله، وهذا هو السبب في الشعور بالامتلاء الذي يحس به آكل الفول . والذي عبّرت عنه العامة بتعبير رائع (مسمار البطن) ولذا فمن الضروري لمن يشكو ضعفا في المعدة او عسرا في الهضم ، او التهابا في الأمعاء ، ان يقشروا الفول الذي يتناولونه وذلك قبل تدميسه ومزجه بالحمص و الزيت وأن يأكلوه بدون قشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق