السبت، 23 نوفمبر 2013

المربيات


المربيات 

بعض الناس يظنون ان تناول المربيات نوع من الترف الذي لا ضرورة له ، وأن الانسان لا حاجة إلى هذا الغذاء ، وأن بإمكانه الاستعاضة عنه بأغذية أخرى، ولكن هذا الظن خاطئ، لأن المربيات تعتبر في مقدمة الأغذية الضرورية التي تمد الجسم بجانب غير ضئيل من الوقود اللازم له ليؤدي أعماله الحياتية، كما تساعده على مقاومة البرد في الشتاء.


إن المبدأ الذي يقوم عليه تجفيف الثمار مع الحتفاظ ببنيتها العامة، هو نفسه الذي تقوم عليه طريقة صنع المربيات ، فهي تهدف إلى إقلال كميات المياه، التي تهيئ الفاكهة للتأكسد و الفساد، وإضافة كميات مناسبة من السكر تحول دون حدوث ذلك الفساد.

وأكثر الفواكه يمكن تحويلها إلى المربيات، إما بعصرها، وإما بتقطيعها كما يمكن ان تضاف بعض المواد الأخرى التي تزيد في فائدة المربى، وهي المواد المحتوية على (البكتين) أو الآسيد(الحامض) .

بل ويمكن أيضاً صنع المربيات من بعض انواع الازهار و الخضروات التي ليس لها طعم، فتغدو مأكولات لذيذه شهية بعد اضافة الجلاتين اليها.

على انه لا بد من توفر بعض الشروط عند اعداد المربيات للمحافظة على اكثر ما فيها من فيتامينات وأملاح، كالمحافظة على نسبة معينة من الحرارة تتفق مع نسبة السكر وتبخر الماء.

إن ملعقة قهوة من المربى تعادل خمسة غرامات، وحين تؤخذ وحدها تعطي 4.9 غرامات من الفلوسيد الصالح للإمتصاص والتمثل أن ما يعادل خمس عشرة حريرة، وبالمقابل نجد ان النشويات وهي من صنف السكاكر غير الذوابة تتطلب من غدد اللعاب والمعدة والامعاء والكبد جهداً متواصلا لتحويل تلك السكاكر الى صنف لكي تعطي نفس المردود الذي تعطيه المربيات بصورة مباشرة.

مع العلم بأن تناول المربيات وتمثلها لا يكاد يتطلب من اجهزة الجسم جهداً يذكر، بينما يحتاج تناول المواد الاخرى الى سلسلة طويلة من المجهود المعقد للوصول الى نفس النتيجة . 

وجدير بالذكر ان المربيات لها قدرة على جعل الاخلاط قلوية، وهذه ميزة لها قيمتها الكبرى من الوجهة الطبيعية ، لأن اكثر الامراض العائلية ناجمة كما سبق ان ذكرنا عن تحمض الاخلاط، وإلى هذا التحمض يعزى داء النقرس والرمال البولية والكبدية و السكرية وتصلب الشرايين . 

ولذا فإن تناول المربيات بانتظام يقي المرء شر تحمض الاخلاط والوقوع في الامراض المزمنة الناجمة عنها. 

إن المربيات تتصف بشكل طبيعي بصفات الفواكه التي تصنع منها ، فإن مربى المشمش مضاد لفقر الدم ، ومائتا غرام منه كفيلة بأن تمنح آكلها ما بين 40 و 50 ميلغراماً من الهيموغلوبين، كما يفيد المربى نفسه في مكافحة الامساك بسبب وجود الالياف السللوزية فيه . 


أما مربى السفرجل ومربى التفاح فلهما خاصية قابضة، ولذا ينصح بإعطائهما للمصابين بالاسهال ، بينما المربى المصنوع من الزهور في حالات التهابات القصبة و الحنجرة، أما المصابون بالاضطرابات الكبدية فينصح لهم بالاكثار من مربى البرتقال، كما ينصح المصابون بالرمال و الحصيات والتهاب المفاصل والنقرس بتناول مربى الكرز ومربى التفاح. 

وأخيراً ، فالمربيات توصف لفاقدي الشهية ، إذ تثير غددهم اللعابية، وتحرض مفرزات المعدة ، وتساعد على الهضم ، ولا خوف على الانسان منها لأن السكاكر الموجوده فيها من النوع الذواب التي لا يتخمر في الفم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...