السلطات
تعتبر السلطة هي تلبية طبيعية لحاجة تلقائية يشعر بها الجسم إلى ما يطهره من الفضلات السامة، وما يزوده بالفيتامينات والأملاح المعدنية التي لم يخربها الطهو، ولم تذهب الحرارة بجانب منها، فالحديد والبوتاس والكلس، والفيتامينات (ب1،ب2،وث) تنحل في الماء، فتذوب وتطرح في ماء الطهو، بل ان الفيتامين (ث) من الحساسية بحيث يخربه مجرد ملامسته للهواء.
وهكذا نرى ان صعوبة الاحتفاظ بالفيتامينات والمعادن بعد الطهو، تجعلنا نلجأ إلى النبات الأخضر، لنحصل منه على فيتامناته كاملة، ومعادنه من غير نقصان.
وإذا كان (تطور) الطهو وفن اعداد الطعام لم يعد يتوخى (الخضرة) في السلطة. فهذا خطأ فادح يجب ألا نقع فيه، لأن الفائدة الحقيقة في السلطة تكمن في الأوراق الخضراء في الدرجة الأولى ... ثم تأتي الجذور في الدرجة الثانية.
وكلما ازدادت خضرة النبات، كان ذلك اكثر فائدة لأن معنى هذا انه يحتوي على كمية أوفر من الكلوروفيل ومن الكاروتين الذي ينقلب إلى فيتامين (آ) ، بينما نجد الفيتامين (ث) وفي كافة طبقات النبات.
ومع كثرة معدن البوتاس في النبات الاخضر، نراه فقيراً في الكلس، ولذا فالاطفال لا يجوز ان تقتصر تغذيتهم على هذا النبات وحده بحجة غناه بالفيتامين، كما ان المتقدمين في السن يحتاجون اليه ليساعدهم على طرح الفضلات من اجسامهم، وخاصة الصوديوم الزائد عن الحاجة، لأن هذا المعدن ضار بالأوعية الدموية والقلب، ويمنع تشكل حماضات الكلس.
إن النبات الأخضر الذي تتألف منه السلطة، قد نضج بوساطة أشعة الشمس، وهذا معناه احتواؤه على مقدار عال من السكر ومن الفيتامين (ث) بالاضافة الى الكوروفيل. ويجب علينا عند اعداد السلطات ان نعني بأن تكون النباتات المستخدمة فيها غضة طازجة لأن مضي زمن عليها وهي في مكان غير مبرّد يفقدها كثيراً من خواصها الفعالة، فإن حرارة تتراوح بين 6-8 درجات تكفي لحفظ محتويات النبات من الفيتامينات و المعادن، بينما يفقدها إذا زادت الحرارة عن ذلك الحد.
إن كل ما عليك الاهتمام به وأنت تعد سلطتك هو غسلها غسلاً جيداً، لتخليصها مما علق بها من مواد، سواء كانت من الأدوية الزراعية التي ترش على النبات عادة، أو من بقايا الاسمدة المعدنية المستعملة في استنباتها، أو الجراثيم التي توجد عادة في التراب.
فإذا ما أضيف إلى النبات الأخضر شيء من الزيت والخل أو عصير الليمون أو الحصرم، وأضيف إلى ذلك قطعة من لباب الخبز، ومدقوق الثوم، اكتسبت السلطة طعماً لذيذاً محبباً، وقيمة غذائية عالية، أما إضافة الملح اليها فليس ضرورياً بسبب وجود البوتاس في الخضار نفسها.
إن بإمكان أكثر المرضى ان يتناولوا السلطة غير ناضجة، عدا الحرضيين والمصابين بالاسهالات والزحار والاطفال فهؤلاء يجب ان يتناولوا السلطات مطبوخة.
وخلاصة القول هنا، ان السلطة المعدة بشكل صحيح مدروس هي ثروة غذائية ثمينة لا يجوز لك ان تغفلها، بل يجب ان تعنى على الدوام بأن يكون لها المكان اللائق بها في وجباتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق