الــــــــدجـــــــــــــــــاج
يعد الدجاج من أقدم الطيور التي دجنّها الإنسان ، ويبدو انها من اشد الحيوانات انصياعاً لرغباته و تلبية لمتطلباته وسداداً لحاجاته اليومية.
وفن تربية الدجاج ، هذا الفن الحديث ، قد أعطى نتائج باهرة مدهشة . غير أن هذا النجاح في تكثير الدجاج وفي نموه بعيد عن أن يفرحنا بل على العكس ، ينبغي له أن يحملنا على التيقظ و الحرص فالواقع أن الإنسان الذي اصبح بمقدوره أن يتحكم بتفريخ البيوض وتحديد جنس الصغار ودرجة اكتناز أجسامها، ان مثل هذا الإنسان لا يبقى طويلاً مسيطراً على ناصية هذا العمل لماذا ؟ لأن دجاجة جيدة لا ينبغي لها أن تنطوي على أكثر من 6% من الشحم.
بماذا يمتاز لحم الطيور ؟؟؟
يمتاز لحم الطيور، قبل كل شيء برقته، وهي لا تؤكل إلا عندما تكون فتية نسبياً أي في سن تترواح بين 8-10 أشهر للدجاج و 10-13 شهراً للديك الرومي ، و الطيور تحتوي على انسجة عضلية مرنة ، يسهل تفتيتها لأنها خالية من ذلك الغلاف القاسي الذي يلف العضلات عادة والذي نراه في لحم الماشية مثلاً وينتج عن ذلك تسهيل مهمة المضغ و الهضم إلى حد كبير.
و الطيور غنية بالمادة البروتيدية أي بالمادة البلاستيكية التصنيعية التي يحتاجها أجسامنا. وهي في هذا المضمار لا تقل عن البقر و الغنم و السمك . ولذا فإن من الخطأ القول أن لحم الطيور من الأغذية ذات القيمة الغذائية المتوسطة. بل العكس هو الصحيح فإن سهولة هضم هذه اللحوم تعطي أعظم مورد.
ومشكلة الشحوم تلخص ، عملياً كل ما تنطوي عليه القضية الهضمية للطيور ، و الواقع ان كمية الأدهان تختلف اختلافاً كلياً حسب الحيوان ، وربما حسب الطريقة المتبعة في تغذية هذا الحيوان .
ماذا تشكل الألياف العضلية لدى الطيور ؟؟؟
وهي السماح للأدهان و الشحوم بالتراكم فيها بسهولة ويسر ، وهذا ما يفسر لنا عملية التسمين هذه العملية التي تطبق على نطاق واسع . و الدجاج أو البط يستوعب من المادة الشحمية كمية أقل مرتين أو ثلاث مرات مما يستطيع استيعابه الديك الرومي أو الدجاج الفرعوني و 5 أو 6 مرات أقل من الأوز.
وهذا ويمكن ان تتفاوت دجاجات معينة من نفس العمر و الوزن تفاوتاً يبلغ ثلاثة أضعاف بالمواد الشحمية وذلك حسب طريقة تغذيتها.
ويسعى مربو الطيور إلى أسرع وسيلة لزيادة وزن الطيور التي في عهدتهم ويجدون في طبيعة تكوني جسم الطيور وسرعة استيعابها للشحم ، ما يسهل مهمتهم ، فإذا ما بدت تلك الطيور مكتنزة الجسم متراكمة ، اللحم كان بيعها أسهل . وهم لا يتوخون من ذلك أن يقدموا للشاري نوعاً جيداً من اللحم وكل همهم ان ترجح دجاجاتهم في الميزان.
غير أن الدجاجة الجيدة لا ينبغي لها أن تنطوي على أكثرمن 5-6% من وزنها شحماً، فإذا زادت النسبة عن هذا الحد أصبح لحمها ثقيلاً ، عسيرالهضم ، بل قد يصبح ضاراً بعض الأحيان بالنظر إلى نوع العلف الذي أعطي للدجاج.
أما من وجهة النظر الفيتامينية، فالطيور تعطي مجموعة الفيتامينات (ب) وكميات من الفيتامين (ب) وهذا الأخير يسهل عملية توسيع الأوعية الدموية المحيطة . أما الأملاح المعدنية و المواد المعدنية فتكون حسب اختلاف أنواع الدجاج وتباين طرق تغذيتها . ولا بد من ذكر وجود الحديد في لحم الطيور ولا سيما في اعضائها الداخلية.
و الدجاج هو أول ما يصفه الطبيب من الحوم لمرضاه من الصغار وللناقهين من الأمراض الحموية أو للذين أجريت لهم جراحات .
وطراوة لحم الدجاج جعلت منه لونا من ألذ الألوان و أبعثها على فتح الشهية الحساسة . ولسوء الحظ أخذ فن التربية الحديث يحيد بهذا الطائر شيئاً فشيئاً عن صفاته الطبيعية الحقيقية بل ان بإستطاعتنا القول أن بعض الأساليب المتبعة في هذا الصدد تشكل اخطاراً على الصحة لا يمكن التغاضي عنها .
وهكذا نرى أن الدجاج يكاد يفقد مركزه الغذائي الممتاز الذي ظل متربعاً فيه منذ أمد بعيد . ولم يبق سوى بعض الأنواع من الدجاج تستحق هذا المركز وهي تلك التي ما تزال تعيش في الهواء الطلق وتتغذى على هواها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق