هل الماء المثلج أيام الحر يخفف من وطأة الجو الخانق ؟؟؟
يعتقد بعض الناس أن تناول الماء مثلجاً أيام الحر، أنه يخفف من وطأة الجو الخانق، ولكنهم قد يدهشون إذا علموا ان هذا العمل ليس له أدنى تأثير على شعورهم بالحر، وأن العكس هو الصحيح، أي أن تناول السوائل الساخنة والاستحمام بالماء الساخن هما اللذان يخففان من وطأة الحر، ويرطبان الجسم.
كيف يحدث ذلك ؟؟؟
عندما يكون الجو حاراً، فإن الأوعية الدموية السطحية تتسع مما يكسب الجلد لوناً وردياً ولكن الحرارة تنتقل الى الجسم بكامله، فإذا ما وصلت الحرارة الخارجية إلى درجة أعلى من المعدل الطبيعي، وهذا المعدل يختلف من شخص لآخر، شعر الانسان بالإرهاق والضيق، بسبب التأثير المعاكس الذي يتناول القلب والأوعية الدموية العميقة، فإذا قام الانسان بمجهود زائد عن الحد، في حالة كهذه أصيب (بضربة حرارة) مع تقطّع في الأوعية.
كما نرى لدى الذين يصابون بضربة الشمس، وقد تجمع على أشداقهم زبد وردي اللون، وربما تطورت هذه الحالة إلى احتقان دماغي أو رئوي، وفي هذه الحالة يعمد البعض إلى وضع خرقة مبتلة بالماء البارد، فإذا بالأوردة السطحية تتقلص، وإذا بالأوردة العميقة تتمدد بصورة مفاجئة، وهذا ما يؤدي إلى نفس حوادث الإحتقان.
وهذه الحوادث تقع أيضاً اذا ما تناول الانسان شراباً بارداً أو مثلجاً وهو في حالة شعور بالقيظ ذلك ان انتقال شعور اوعية القناة الهضمية إلى البرودة، يؤدي إلى ضغظ الدم في بقية أوعية الجسم وخاصة الدماغ.
صحيح أن الانسان يشعر بالإرتياح وانخفاض الحرارة عندما يدخل الى جوفه شراباً بادراً، أو ينال حماماً بارداً، إلا ان هذا الإحساس يكون مؤقتاً اذا ظل الهواء ساخناً، وحرارة الجو مرتفعة، اذ لا يلبث احساسه السالف بالضيق ان يتكرر من جديد.
إذن كيف نكافح الحر؟؟؟
إن افضل وسيلة لذلك، كما سبق أن ذكرنا، هي تناول الأشربة الساخنة، وأخذ حمامات ساخنة، ونستطيع ان نفهم السبب في ذلك اذا ادركنا آلية الشعور بالحرارة والبرودة، فعندما نتناول شراباً ساخناً، فإنه يؤدي بك الى الشعور بارتفاع حرارة جسمك الموضعية، إذا ما زالت هذه الحرارة بانتشارها في ارجاء الجسم، شعرت ببرودة نسبية، كما ان الأوعية التي كانت متمددة تتقلص مما ينجم عنه بطئ انتقال الحرارة في جسمك، وهو ما يحدث ايضا عندما تأخذ حماماً ساخناً ... والمقصود بالساخن هنا هو المعنى الحرفي للكلمة، وليس (الفاتر).
ماذا تفعل إذا وجدت نفسك في مجرى هواء بارد ؟؟؟
هنا يكون من الأفضل لك ان تتناول أشربة ساخنة، وهذا ما يفعله الناس بالفطرة في افريقيا الشمالية وآسيا الوسطى، اذ نراهم يتناولون الشاي أو القهوة الحارين في الواحات والبساتين المشجرة، وقد أثبت العلم الحديث صحة هذه الطريقة وفائدتها، ولا شك أنك تذكر شعورك اللذيذ بالبرودة عقب حمام ساخن في الصيف، أو عندما تتناول شاياً ساخناً في جو حار جداً.
وهكذا نرى ان الفارق بين الأشربة الساخنة والأشربة الباردة، جدير حقاً بالاعتبار ولذا يجب ان نحذر محاولة تبريد شخص مصاب بضربة شمس بإعطائه شراباً ساخناً، بل يجب اعطاؤه شراباً بارداً على دفعات قليلة، مع تهويته ووضعه في الظل واعطائه محلول الكافور، والكافئين لمعالجة القلب، فهناك فارق بين مجرد الشعور بالحر الشديد، وبين الإصابة بضربة الشمس.
أما إذا كانت الإصابة خطيرة، فيجب ان نعمد الى اجراء تنفس اصطناعي للمصاب ونقل الدم وفي كل الحالات يكون خفض حرارة الجسم بالتبريد المباشر، ضرورة واجبة.
أما في الحالات العادية، فيداوى الداء بالداء، اي بتناول أشربة ساخنة في جو ساخن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق