الخبز
يقال
إن الخبز المعروف حالياً ضار و مؤذٍ، ويجد هذا الرأي صدى مؤيداً لدى عدد كبير من
الناس الذين يشكون عسر الهضم وبطأه، و الحموضة المعدية و النفخة ، اعتقاداً منهم
بأن الخبز هو سبب ما يشعرون به
و
الواقع أن الخبز الذي لا يمضغ جيداً يتجمع في المعدة كتلة واحدة من العجين وهذا هو
سبب عسرة هضمه، واستحالة نفوذ عصارات المعدة إلى ذراته ما دام الماء و النشاء
اللذان يحتوي عليهما تجعله أشبه بكتلة من الطين أو العجين ، تستعصي على المعدة فلا
تتفتت ولا تتحول إلى ذرات سهلة الهضم والتمثل
إن
المسؤول عن هذه الحالة هو الإنسان نفسه ، الذي يزدرد الخبز إزدراداً دون أن يمضغه
جيداً ، ساهيا عن حقيقة هامة ، هي أن الخبز بما يحويه من مواد نشوية وافرة يهضم
داخل الفم بفعل الغدد اللعابية التي تفرز خميرة ( اللعابين ) التي تحلل المواد النشوية
وتحولها من مرحلة إلى أخرى حتى تصبح قابلة للهضم في المعدة ، أما إذا ابتلع
الإنسان الخبز، لا سيما الطازج منه دون مضغ تام ، فإن ذرات النشاء تتجمع و تتحول
إلى كتل لا تستطيع العصارات الهاضمة أن تصل إليها، فيفقد حمض كلور الماء اذ ذاك
قدرته على التأثير في المواد الآزوتية الموجودة في الغذاء
إن
الخبز غذاء ممتاز لا غنى عنه للإنسان ، وأول طرق الإستفادة منه هي مضغه مضغاً
جيداً
وخلافاً
لما درج الناس عليه ، فإن الخبز الجاف أسهل هضماً من الخبز الطازج ، فإن هذا يكون
أكثر قابلية للتكتل داخل المعدة ، بينما خلو الخبز الجاف من الماء يجعل العصارات
المعدية تصل إليه بسهولة أكثر، ولعل هذا السبب في انتشار تناول الخبز المحمص لدى
الغرب واصطناعه آلات منزلية خاصة لتجفيف الخبز و تحميصه فإنه يغدو أسهل تناولاً
بالنسبة لمن لا تقبل نفوسهم تناوله دون تحميص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق